top of page

اسم المعرض: من قَفْرِ المحيط إلى غَمْرِ الصحراء

القيمة: دانا حيريس

شاني أفيفي | روني بن بورات  | طمير حين | ليلاخ يارون | نوعا مور

في فترة من الحركة المحدودة، وعدم اليقين السياسي، والتصدعات الجلية في البنية الجماعية، يتيح معرض "من قفر المحيط إلى غمر الصحراء" مساحة لتأمل الأطراف- لا كمحطات نهائية بل كمواقع للبحث. الصحراء والمحيط يشيران إلى مناطق معزولة تعمل فيها قوى التمسك، الانغلاق والبقاء. الصحراء، رغم ارتباطها بالنقص، والصمت والانفصال، إلا أنها تنطوي أيضًا على إمكانيات. إنها فضاء مفتوح تنهار فيه البُنى القائمة، وقد تتشكّل فيه بنية جديدة بدون وساطة. أما المحيط، فقد يكون ملاذًا أيضًا، جيب تنفس، مكانًا تظهر فيه مؤقتًا إمكانية بديلة.
كما يسأل حكيم باي في افتتاحية كتابه "الشبكة المستقلة المؤقتة": "هل كُتب علينا نحن، الأحياء في الحاضر، ألا نختبر أبدًا الاستقلالية، وألا نقف، ولو للحظة واحدة، على قطعة أرض لا يحكمها سوى الحُرية؟"
هذا السؤال، المكتوب كلحظة ربما فلسفية وربما تواقة للحرية، حاضر في المعرض كظلّ صامت، كقاعدة فكرية مفتوحة. التفكير في الاستقلالية هنا هو تفكير مادي، مؤقّت، وأحيانًا هشّ. لحظة يمكن تمييزها بالذات من قلب القفر. يصف باي منطقة مستقلة مؤقّتة لا تستند إلى سلطة أو حدود أو مؤسسات. إنها لحظة في الحيز تقع على الجانب، بالتوازي، كشقّ تتسلّل منه الريح. حيز يُتاح فيه الفعل دون أن يلزم بتبرير ذاته، بل يمكنه فقط أن يكون. يتناول المعرض هذه اللحظات- من خلال أعمال تصوغ لنفسها قواعد محلية، جسدًا مؤقتًا، نظامًا داخليًا- قفاري المادة، الوعي، والصورة.
عند مدخل الجاليريا، تقف أعمال نوعا مور: "حزن استوائي"، وهي مطبوعات بالأبيض والأسود، و-"أعمدة الخيمة"، وهو تمثال جداري. تبني مور بيئات بلا جسد لكنها حاضرة، كتكريم لمأوى مرتجل. مفهوم "الوتد"، الذي ارتبط على مرّ السنين بمبادرات الاستيطان والبلدات الدائمة، يُشحن هنا بدلالة متنقلة، مناقضة. التمثال يستخدم كعلامة لشيء قد فُكّك بالفعل- أو ربما لم تتم حيازته قط. الصورة التي تنبعث من المطبوعات تصوّر أمواجًا تنحت في الصخر. حتى في أجمل الأماكن، في أقصى أطراف العالم، تعود المصائب التي هربنا منها لتتردّد في وعينا- تمامًا كما في كتاب كلود ليفي-شتراوس "حزن استوائي" (Tristes Tropiques)، حيث تتداخل لحظات الانبهار بالطبيعة بخيبة أمل عميقة من الإنسان.
عمل شاني أفيفي الورقي، "سقالات"، مصنوع من أوراق تم طحنها من كتب قديمة، منها "معرفة البلاد" ومخططات تخطيط وبناء لبلدات وكيبوتسات على حدود البلاد. تتداخل مع الورق مواد، صور مخفية، ونصوص مهشّمة. يتناول العمل المسح، والذاكرة المكانية، وحيازة الأرض، لكنه يطرح أيضًا أسئلة حول ما هي قاعدة العمل- القماش أم الكانفس؟ ما الذي يحفظ هذه الهوية؟

بعد ذلك، تتناثر منحوتات ليلاخ يارون – "تروتات مراوغة" (مفردها تروتة أو أطروط، نوع من السلمون المرقط). كائنات مصنوعة من الحديد، تشبه اليرقات أو البذور التي تحتفظ بجسدية صلبة لكن غير متماسكة. تحمل طابع حركة عمياء، غريزية، محاولة للظهور لا كتجسيد بل كاقتراح للحركة. تسعى المنحوتات إلى الظهور، لكنها تقيد نفسها، تبحث عن فضاء قد لا يكون موجودًا بالضرورة.
على الجدار المجاور يعرض جزء من مجموعة أعمال طمير حين بعنوان "البُعد رقم 8". تستند الأعمال إلى صور من مجمع شخصي لرسومات تم جمعها ومسحها ضوئيًا على مدى فترة من الزمن. بعد ذلك، تمّت معالجتها رقميًا لتشكّل خرائط كبيرة، ومن هذه تم قص التركيبات للّوحات التي أنجزت يدويًا باستخدام المواد. يستمدّ عالم الصور إلهامه من نبات اليبروح الطبي، المعروف بخصائصه الغامضة والعميقة المرتبطة بالخصوبة، والذي يظهر في نصوص الكبالاة والمقرا  كرمز ذو وجهين، فيه خصوبة سامة. رمز اليبروح يندمج في الأعمال ويتفكك فيها كإشارة إلى عملية خلق مركبة، تسعى لتحويل الصورة الخام إلى قراءة مادية جديدة.
فوق هذه الأعمال جميعها يحلق عمل روني بن بورات بعنوان "قمر أسود". دائرة يقاعدة خشبية دهنتها بطبقات من الجص والتي تُحاكي تجليات القمر- ظهور، انتقاص، شروق وغروب. تتحرك بن بورات بين فعل الانتقاص والإضافة، بين النحت والرسم. شكل القمر، عدا عن المعاني الجسدية أو الروحانية التي يحملها، يظهر هنا كشكل زمني، كآلية لدورة غير منتظمة.
 

14/08/25 -20/09/25

 לעמוד התערוכה

Shvil Hamerets 6, Tel Aviv

Tue - Thu 11:00 - 18:00

Fri-Sat 10:00 - 14:00

tel-aviv city.png
  • Instagram
  • Facebook Social Icon

המרץ 6, תל אביב 

ג'-ה' 18:00 - 11:00

ו'-ש' 14:00 - 10:00 

bottom of page