صورة
يوآف آرتشيك | القيم: جستون تسفي ايتسكوفيتش
يقدم يوآف آرتشيك أول معرض فردي في "مكان للفن". يشمل المعرض صورًا وعمل فيديو هي نتاج رحلة فيزيائية وعاطفية إلى الماضي. يقرر يوآف الخروج إلى هذه الرحلة مع والدته في محاولة لتقبل الماضي وفهم الحاضر. خلال سفرهم، تطفو أفكارٌ وتساؤلاتٌ حول إمكانيات الأمومة غير المحققة وأملٌ بأن تنجح الرحلة المشتركة في إحياء ما فُقِد.
قبل ٢١ عاما، تعرضت والدة آرتشيك لحادث طرق صعب، توفي جرائه شقيقه وأصيبت هي إصابة شديدة. في ٨ كانون الثاني ٢٠٢٣، خرج الاثنان في رحلة لمدة أسبوع بالسيارة. من تل أبيب إلى إيلات، مرورًا بمتسبيه رامون، البحر الميت وحتى القدس. وهو المسار الذي يمتد ليس فقط في الحيز الجغرافي انما كذلك في الحيز العاطفي. فاختيار السيارة، التي غيرت مسار حياة عائلة الفنان الى الأبد، هو خطوة واعية ومشحونة. تتحول الرحلة الفيزيائية، في طول وعرض البلاد، الى رحلة في قنوات الذاكرة. ربما ينجح يوآف ووالدته، في نهايتها، في تشكيل ذاكرة جديدة، مشتركة.
عندما نظرت الى صور يوآف للمرة الأولى، السؤال الذي خطر لي كان: ما الذي لا أراه هنا؟ هل تكمن القصة الحقيقية فيما لا يظهر بالصورة بالذات؟ "الحاضر الغائب"، المصطلح المعروف في التصوير، لا يسري هنا. على العكس، فالحاضر حاضر. أما الغياب، الحياة التي مضت ولم تعد، هو الذي يقف في مركز الصورة. يتمعن يوآف في الحاضر ومن خلاله يلامس الماضي بنعومة وألم.
التصوير هنا ليس مجرد توثيق للواقع. هو محاولة لتجذير الوالدة التي تدور حياتها اليوم في عوالم من الخيال، واعادتها- ولو للحظة- الى الحاضر. لا يقدم التصوير إجابات قاطعة، بل يطرح نظرة مجددة على ما حصل، وربما أيضا حنين خفي لدى يوآف للقاء والدته كما كانت قبل الحادث.
