موقع
القيم: يئير براك
المعرض الجماعي المنتشر في فضاءي الجاليريا الكبيرين، يتعامل مع حائط الجاليريا كموقع للأحداث. فخلافًا للمعارض الجماعية التقليدية، لم تنتج أعمال هذا المعرض في الاستوديو وتنقل الى فضاء العرض لتقديمها إنما صيغت داخل فضاء العرض وتمت ملائمتها لحيطان الجاليريا كفعل In Situ. موقع هو عمليا ساحة عمل; فخلال الأيام التي سبقت المعرض، عمل الفنانون في الفضاء وحولوا الجاليريا إلى استوديو لمدة محدودة من الوقت.
تقدم نوجا يودكوفيك عتسيوني عملا تركيبيًا نحتيًا تشبه وحداته الأساسية مبنى المنحل- شكل مقتصد يفتح ويغلق، يحمي بالفواصل بين الحيطان، بالأبواب وغيرها; مبنى يفصل ويحافظ ويحمي. يدمج العمل قطع فورميكا ومطاط تسمح له بالتمدد والتقلص. تصف يودكوفيك ذكرى من طفولتها في الكيبوتس الذي كبرت فيه; حيث تم توجيههم للنوم بقيلولة الظهرية ووجوههم إلى الحائط. تصف الفنانة في العمل أزواج من العيون، مجردة وخفية. وهي تسمي العمل "عيون إلى الحائط".
هدار تسرفاتي تقدم عملاً موقعه المفاجىء في فضاء الجاليريا يجعله غير مرئي تقريبًا. عمليًا، وخلافا للأعمال الأخرى في المعرض، فعملها لم يوضع على احد الحيطان انما على عارضة عالية، ضلع من السقف المنخفض. على غرار أعمالها من السنوات الأخيرة، منذ معرض تخرجها من أكاديمية الفنون ريتفيلد في هولندا- الحديث عن عمل يعتمد على النص. وهي تستبدل هنا القماش الذي يميزها بدهن مقطع من السقف. مقارنة بنعومة وجسدية أعمالها القماشية- فقد أنتجت هنا عملا أكثر صلابة. خلف العمل هناك حائط عريض، أبيض وصامت. فراغه، من ناحية تسرفاتي، هو جزء من التركيب. النص الذي يتدلى من عارضة السقف مبهم. مجموعة تعليمات موجهة على ما يبدو إلى الداخل، الى الشخص الذي كتبها. تكتب تسرفاتي: "عندما نتقدم نحو اللا-رجعة، ونكون على وشك أن نصل، يمكننا بعد أن نلتفت الى الخلف. أن نفقد ما قمنا به ونختار، عن معرفة، القيام بالأمور بطريقة مختلفة".
يتواجد عمل ريكي ستولر بين الرسم والنحت; بين ثنائي وثلاثي الأبعاد. وهو يعتمد على عمل تركيبي شبيه أنتجته لصالح معرض تخرجها من اللقب الثاني في أكاديمية الفنون الملكية في لاهاي. يركز الرسم على الأيدي وهذه تخلق منظومة لفتات انسانية-طقوسية. يتعاطى العمل مع حاجة الشخص لأن يكون جزءًا من عمل مشترك، أن ينتمي، ويبني ثقة وتبعية مع المجتمع المصغر، مع المثال الأعلى المشترك. ستولر وكأنها تتساءل- ما الذي يبقينا معا وماذا سيتذكر الفرد بعد أن تتفكك الجماعة.
تقدم عماليا روبين ما يشبه كولاج الحائط. وحدات رسمت بالأصل على قماش، صودرت منه وأخرجت من سياقها الأصلي. وكأنها تحررت من إطار العمل. مخلوقات هجينة، عصفورية-انسانية، بهيئة ميثولوجية- تبني منظومة علاقات بهرمية واضحة وجودة مجازية.
الغرض الضخم الذي علقته لوسي الكفيتي على الحائط يبدو للوهلة الأولى مثل قلادة بالحجم الخطأ- من الممكن أن يلبسها عملاق. وهي توظف كنوع من ال-Trophy او كتذكار بالإنجاز، النصر، والجهد غير المفهوم ضمنًا. هي تعويذة حماية، قبلية، وربما شعائرية. تم تجميع كل غرض بعمل شاق، بتجربة مواجهة، ربما حتى بمعركة. مثل أسنان حيوان تم اصطياده.
عمل حايا شيبس-افطليون هو بمثابة عمل تركيبي من الصور يعتمد على صورة مطبوعة على ورق أرشيفي بطول ٧ أمتار. العمل موضوع على حائط فاصل في الجاليريا ويتدلى من جانبيه; يشكل الحائط فاصلًا بين فضائين في الجاليريا لكنه يسمح في ذات الوقت بانتقال الضوء بين الاثنين. الصورة التي تتدلى من كلا جانبي الحائط، ترمز إلى إمكانية المرور، الحركة، والاستمرارية. يذكر انسياب الورق بذيل المذنبات أو الشهب، ويعزز بهذا من الشعور بالحركة.
عمل انكسار للفنانة داليا زراحيا هو عمل نحتي يعتمد على الحيز ومصنوع من مادة خفيفة تستخدم عادة في فعاليات الابداع للأولاد. يعتمد العمل على صورة ضلوع الصبار، وهي التي تقف في مركز حرب هوياتية محلية في الحقل الفني وخارجه. تصف زراحيا تغيير جوهري في أعقاب السابع من أكتوبر: "صباري أصبح أبيضًا. نبتة مكسورة، واهنة، ليس لها عامود فقري ولم تعد جدارا متينة تشير إلى الفصل بين مناطق سيادية. قدرة الصبار على التحمل تصبح رمزية في هذه الأيام تحديدًا".
تكثر نيطاع ليفر-شيفر في السنوات الأخيرة من إنتاج أعمال رسم تركيبية بأحجام كبيرة. غالبيتها تعتمد على الورق الذي تبدأ بالرسم عليه في الاستوديو وتستكمله في فضاء العرض. في هذه الحالة، دخلت شيفر إلى الفضاء "بلا عمل"، فقد صنع هذا مباشرة على حائط الجاليريا. تكتب الفنانة: "بالوقت الذي تحولت فيه الحيطان، الجدران، العقبات، التقييدات، الاغلاق والفصل إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، ومن اللغة والتفكير، يطرح العمل تغييرًا يكمن في طريقة النظر. بتغيير الزاوية أو طريقة النظر ممكن أن تتحول هذه إلى طريق مرصوفة".
تقدم ايتاي جديش دي-لينجا ال-Habitat، تمثال حائط، مصنوع من شرائح قشرة خشبية دقيقة، والتي تميز أعمالها كثيرًا في السنوات الأخيرة. تشكل الشرائح طبقة دقيقة فيها نتوءات وملامس مختلف. يتميز العمل بالخشونة التي توحي بالجسد الحي أو المنظر البري. من بعيد- يبدو العمل كالقماش المجرد ولكن عند الاقتراب نكتشف ماديته وبنيته. وكأنه منحال يرمز إلى المباني الاجتماعية وتسمح بتوسيع القراءة المادية للعمل نحو قراءة سوسيولوجية.
