الوضع الراهن II
إيلي دينر
القيّم: فيفيان هيرش بيركنفيلد
في مركز أعمال إيلي دينر، يحدث تصادم - بين الجسد الحي والضعيف وآليات القوة الصارمة، بين الرؤية البشرية وهياكل السيطرة والحرب. يتنقل دينر بين الواقع الملموس والأسطوري، متفحصًا كيف تختلط الصورة، الذاكرة، والمادة لتشكل تعبيرًا حادًا عن وجودنا في هذا الزمان والمكان.
في لوحة The West Bank is Here 2004, يظهر شخص عارٍ وهادئ ومضاء، موضوع بجانب دبابة وحطام مبنى - حيث تغزو ساحة المعركة الأستوديو. يظهر الجسد الأنثوي هنا ليس رمزًا للجمال أو الإثارة، بل كمساحة للشهادة. عالمان في تصادم. تبدو الخلفية المفككة وراءها وكأنها ساحة للوعي - مكان يلتقي فيه التصوير الغربي "للنموذج العاري" بأخبار الشرق الأوسط اليومية.
إن الفجوة بين الرغبة في التمثيل ورعب الواقع، بين الجمالي والسياسي، تُعرّف العمل التصويري لدينر : طبقات سميكة، شبه خشنة، من الألوان تبني شخصية حساسة وإنسانية، قائمة على حافة التفكك.
تعتبر المطبوعات المتأخرة من سلسلة Pegasus 2024–2025, بمثابة استمرار رمزي لذلك التوتر. يتم الكشف عن الحصان المجنح، وهي شخصية أسطورية للحرية، الإلهام، والطيران، هنا وهو جريح ومدرع وشبه آلي. تضفي الخطوط المحفورة في اللوح المعدني على جسد الحيوان إحساسًا بالألم والصلابة، كما لو أن الأسطورة نفسها قد تآكلت وتحمل عليها آثار الزمن والصراع. يؤكد الانتقال بين الخلفية الفاتحة والسوداء على الازدواجية بين النور والظلام، بين إمكانية السمو والجذب نحو الأرض.
يتطرق دينر إلى الأساطير ليس هروبًا بل كفعل ترميم - محاولة للسؤال عما إذا كان الخيال لا يزال قادرًا على الانطلاق بعد الدمار، وعما إذا كان الجسد البشري والحيواني لا يزال قادرًا على تمثيل الأمل.
بين The West Bank is Here وPegasus، يمتد قوس من عقدين من الزمن يلاحظ فيه الانتقال من التصوير السياسي المباشر إلى التفكير الشعري، وإن كان كئيبًا، في كسر الحضارة. في كل واحد منها، تظهر بصمة فنان يسعى لوضع المشاهد أمام المسؤولية الشخصية والجماعية - بنظرة ثاقبة، لا ترحم، ولكن أيضًا مليئة بالشفقة.